الأحد، 10 يونيو 2012

فلسفة القبح والجمال



الجمال يقابله القبح، وكما الجمال أمر نسبي فان القبح كذلك أمر نسبي، وموقف الإنسان من القبح والجمال يرجع إلي ذاته، فالعين التي تنظر إلي الجزء الفارغ من الكأس ليست كالتي تنظر إلى الجزء الممتلئ منه، ولا يوجد شر مطلق كما أنه لا يوجد خير مطلق.

 فإذا قلنا إن أنكر الأصوات لصوت الحمير، ففتش عن الفائدة من هذه النكارة، فبالقياس لها عرفنا جمال الأصوات، وإذا قلنا إن الموت مخيف ومؤلم لكننا نجده معبرا إلي حياة أبدية ولولاه لما وصلنا إليها.

 إننا لا نعرف معني الفضيلة عموماً إلا إذا عرفنا القبيحين الإفراط والتفريط، فالشجاعة وسط بين التهور والجبن، والعطاء وسط بين البخل والتبذير، وإذا نظرنا إلي الطبيعة نجد إننا نعرف الضوء وفي عدمه يكون الظلام ورغم حاجتنا للضوء ولكن أيضا نحتاج إلي الظلام لننعم بالراحة والسكون.

كل الطعام الذي نأكله يتحول إلي قلوي أو حامض وذلك بنسب معينة في جسم الإنسان ، فإذا غلب احدهما على الآخر اعتلت صحته، فلذلك مطلوب من الإنسان التوسط في المأكل والمشرب للمحافظة على توازن المعادلة بين القلوي والحامض.

 والمؤمن حاله التوسط في كل الأمور فقد ذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن التوسط من سنته ومن رغب عن سنته فليس منه ووصفنا الله تعالى في كتابه بأننا امة وسط قال تعالى : "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا "

إن كل هذه التناقضات بين القبح والجمال حولنا فيها الخير للإنسان... إلا شيء واحد لا نحتاجه في هذا التضاد والاختلاف، بل أن الله سبحانه وتعالى حرمه على نفسه وحرمه على عباده لأنه قبح مطلق .... إنه الظلم! وأمر بما يقابله من جمال مطلق ألا وهو العدل.
وهذا التوسط الذي يحيط بنا في كل شيء، يقودنا إلي العدل في الأحكام والمعاملات، وهنا يكمن جمال الإنسان!!
 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | cheap international voip calls | تعريب وتطوير : مدونة سامكو